تحذير من تناول الحامل لحمض الفوليك في الفترة الأخيرة من الحمل
يعتبر حمض الفوليك من العناصر الأساسية التي تحتاجها المرأة الحامل للحفاظ على صحتها وصحة الجنين. إذ يساعد في الوقاية من العديد من التشوهات الخلقية لدى الجنين، وخاصة في المراحل المبكرة من الحمل. ومع ذلك، تزايدت الدراسات الطبية التي تشير إلى أن تناول حمض الفوليك في الفترات الأخيرة من الحمل قد يحمل بعض المخاطر. هذا التحذير يستدعي من النساء الحوامل ضرورة متابعة الجرعات الموصى بها من قبل الأطباء، وتجنب تجاوزها خلال الشهر الأخير من الحمل.
ما هو حمض الفوليك؟
حمض الفوليك هو فيتامين ب9، ويعد من العناصر الغذائية الضرورية التي تساهم في تكوين الخلايا السليمة في الجسم. ويُعرف الفوليك بأهميته الكبيرة خلال فترة الحمل، حيث يُسهم في تكوين أنبوب عصبي سليم للجنين، مما يقلل من خطر حدوث التشوهات الخلقية مثل السنسنة المشقوقة. كما يعزز حمض الفوليك إنتاج خلايا الدم الحمراء ويقي من الأنيميا (فقر الدم) التي قد تصيب الحامل خلال فترة الحمل.
أهمية حمض الفوليك في المراحل المبكرة من الحمل
في المراحل المبكرة من الحمل، أي في الأشهر الثلاثة الأولى، يكون تأثير حمض الفوليك بالغ الأهمية. يحتاج الجنين في هذه الفترة إلى جرعات كافية من حمض الفوليك لضمان نمو الدماغ والحبل الشوكي بشكل طبيعي. وفي حالة عدم الحصول على الكمية الكافية من الفوليك، يمكن أن يكون الجنين معرضًا لعيوب خلقية قد تكون خطيرة. لذلك، ينصح الأطباء النساء الحوامل بتناول مكملات حمض الفوليك من الأسابيع الأولى للحمل حتى الأسبوع 12.
حمض الفوليك في الأشهر الأخيرة من الحمل
بينما تعد فوائد حمض الفوليك في بداية الحمل واضحة ومثبتة علميًا، إلا أن الدراسات الحديثة قد أظهرت أن تناول كميات كبيرة من هذا الفيتامين في الفترات الأخيرة من الحمل قد يكون له آثار غير مرغوبة. إن تناول جرعات عالية من حمض الفوليك في الشهور الأخيرة يمكن أن يؤدي إلى عدة مخاطر صحية على الأم والجنين، وهنا يأتي التحذير الطبي.
1. زيادة خطر الإصابة بمرض السكري
تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول جرعات كبيرة من حمض الفوليك في المراحل المتأخرة من الحمل قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري أثناء الحمل (سكري الحمل). حيث يمكن أن يساهم الفوليك الزائد في التأثير على مستويات السكر في الدم، مما يضع الحامل في خطر أكبر للإصابة بهذا المرض.
2. زيادة احتمال الولادة المبكرة
العديد من الدراسات تشير إلى أن تناول مكملات حمض الفوليك بكميات كبيرة في المراحل المتأخرة قد يزيد من احتمالية الولادة المبكرة. قد تتأثر توازنات الفيتامينات والمعادن في الجسم، ما يؤدي إلى ظهور علامات مبكرة للولادة، خاصة في حالة الحمل متعدد الأجنة.
3. تأثيرات على نمو الجنين
في حين أن حمض الفوليك مهم لنمو الجنين، فإن تناول جرعات كبيرة قد يتسبب في تأخير تطور بعض الأعضاء أو يؤدي إلى مشاكل في النمو العصبي للجنين. بعض الأبحاث قد أظهرت أن الاستهلاك الزائد للفوليك بعد الشهر السادس قد يكون له تأثيرات سلبية على دماغ الجنين.
4. تداخل مع بعض الأدوية
قد يتداخل تناول حمض الفوليك بجرعات عالية مع بعض الأدوية التي تستخدمها الحامل في فترة الحمل، مثل أدوية معالجة الصرع أو أدوية معالجة السكري. قد يساهم هذا التداخل في تقليل فعالية بعض الأدوية أو زيادة تأثيراتها الجانبية.
الجرعة الموصى بها من حمض الفوليك في الأشهر الأخيرة من الحمل
توصي منظمة الصحة العالمية بأن يتراوح تناول حمض الفوليك خلال الأشهر الأخيرة من الحمل بين 400 ميكروغرام إلى 800 ميكروغرام يوميًا، وهي الكمية التي تساعد في دعم صحة الجنين دون أن تسبب أضرارًا للأم أو الطفل. يجب أن يتم تناول هذه الجرعة بناءً على مشورة الطبيب المعالج، الذي يمكنه توجيه الحامل إلى الكمية المناسبة بناءً على حالتها الصحية العامة.
التوازن بين الفوائد والمخاطر
من المهم أن تعرف المرأة الحامل أن التوازن في تناول حمض الفوليك هو المفتاح. بينما يعد تناول حمض الفوليك ضروريًا في بداية الحمل، فإن الالتزام بالجرعات الموصى بها في الأشهر الأخيرة أمر بالغ الأهمية لتجنب أي آثار سلبية. إن الفوائد الصحية العديدة التي يوفرها الفوليك في الشهور الأولى لا تبرر تناول كميات مفرطة منه لاحقًا. من الأفضل أن يتم تناول مكملات الفوليك تحت إشراف طبي، خاصة في الفترات المتأخرة من الحمل.
النصائح العامة للحامل فيما يتعلق بحمض الفوليك
-
المتابعة مع الطبيب: على المرأة الحامل أن تتابع مع الطبيب المعالج وتتناول المكملات الغذائية وفقًا للإرشادات الطبية الخاصة بها.
-
الالتزام بالجرعة المحددة: لا ينبغي تجاوز الجرعة الموصى بها من حمض الفوليك دون استشارة طبية.
-
التغذية المتوازنة: من الضروري أن تحرص الحامل على تناول غذاء متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية، بما في ذلك حمض الفوليك من مصادر طبيعية مثل الخضروات الورقية الداكنة والبقوليات.
-
الفحص الدوري: يجب إجراء الفحوصات الدورية للتأكد من مستويات الفيتامينات والمعادن في الدم، بما في ذلك حمض الفوليك.
الخلاصة
رغم الفوائد العديدة التي يقدمها حمض الفوليك للحامل، إلا أن تناول جرعات عالية منه في الأشهر الأخيرة من الحمل قد يحمل بعض المخاطر التي يجب أن تكون المرأة الحامل على دراية بها. من الأفضل أن يتم تناول الفوليك وفقًا للجرعة المحددة من قبل الطبيب، وعدم تجاوزه خاصة في الفترة الأخيرة من الحمل. على الحامل أن تكون دائمًا على تواصل مع مقدمي الرعاية الصحية لضمان حصولها على الفوائد المرجوة من المكملات دون تعريض صحتها أو صحة الجنين لأي مخاطر غير ضرورية.
